من عجائب الشعر العربي ... أغرب مما كتب في الشعر العربي
لكل أمة من الامم تاريخها وحضارتها فهي تتباهى به وتجعل له مكانة خاصة محفوظة ومنقوشة في كتب التاريخ
تسجل مآثر وإبداعات أدبائها وتمجد اختراعاتهم وتتفاخر بها وهكذا إن اردت ان تعرف تاريخ امة ما فيكفي ان تتطلع
على ما أنتجته أناملهم و ما جادت به قريحتهم من اعمال سواء أكانت فنية او أدبية او علمية أو صناعية .
ويعتبر الادب بشتى انواعه واحد من النوافذ التاريخية التي يمكن ان نلج من خلاله الى حضارات الشعوب والتعرف على
قيمهم المعيشية و ابداعاتهم المختلفة التي لاقت إعجاب الكثير من المؤرخين و الكتاب ودارسي التاريخ .
ولم تشذ الحضارة العربية الاسلامية عن هذه القاعدة ، بل وكانت السباقة في قيادة العالم القديم الى اوج العطاء في مختلف
المجالات وفي هذا الشان رأيت ان انقل اليكم بعض من الادب العربي الذي يتسم بالعجب والدهشة في الابداع وفن الكتابة
جعلت كل من يقرا مثل هذا الادب الرائع والمدهش أن يفتخر بانه ينتمي الى واحدة من خير الامم والشعوب عطاءا وإبداعا .
ولم يخلو الشعر العربي من عجائب الكتابة وتنظيمها ومن ذلك ابيات عجيبة تُقرأ من اليمين مدحا ومن اليسار ذما !!!
منها قصيدة شعرية عجيبة ، نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ رحمه الله ـ والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين إلى
اليسار تكون مدحا ، وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذما .
وإليكم بعضا من هذه القصيدة :
من اليمين إلى اليسار ... (في المدح) :
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ **** سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا
من اليسار إلى اليمين ... (في الذم ) :
رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ **** حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا **** خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ **** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
ومن عجائب الشعر كذلك هذه الابيات الغريــب فيـــــــه..أنــك تستطيـــع قراءته أفقيــا ورأسيـــا
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال
وهذه قصيده عباره عن مدح لنوفل بن دارم اذا اكتفيت بقراءة الشطر الاول من كل بيت فإن القصيده تصبح هجـــــاء
قصيدة المدح:
إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم
قصيدة الذم :
إذا أتيت نوفل بن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـــالم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم
ومن أشعر قبائل العرب أبو ذويب الهذلي: قال خلف الأحمر: بنو هذيل من أشعر قبائل العرب، وأشعرهم أبو ذويب وأمير
شعره وغرة كلامه قصيدته التي أولها:
آمن المنون وريبه تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع
وبيت القصيدة قوله:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وأحسن باقيها بعده قوله:
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية انشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
ومن شعراء الهجاء الحطيئة: واسمه جرول بن مالك، كان راوية زهير، فنجم مقبول الكلام شرود القافية، خبيث اللسان، حتى
إنه هجا أباه وأمه وامرأته ونفسه، فمن قوله في أبيه وخاله وعمه:
لحاك الله ثم لحاك حقا ... أبا، ولحاك من عم وخال
فنعم الشيخ أنت لدى المخازي ... وبئس الشيخ أنت لدى المعالي
ومن قوله في أمه:
تنحي واقعدي عنا بعيدا ... أراح الله منك العالمينا
أغربالا إذا استودعت سرا ... وكانونا على المتحدثينا
ومن قوله في نفسه:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه ... فقبح من وجه وقبح حامله
وصب الله به على الزبرقان بن بدر سوط عذاب حتى أحرقه بهجائه وأمضه وأرمضه بقصيدته التي يقول فيها:
لقد مريتكم لو أن درتكم ... يوما يجيء بها مسحي وإبساسي
أزمعت يأسا مريحا من نوالكم ... ولن ترى طاردا للحر كالياس
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
*********************************
هـذه بعض عجائب الشعر العربي الجميل وياله من مجال واسع رائع
*********************************
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقــــــــــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمـــــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيــــــــــــال
الغريــــــــــــب فيـــــــه..أنــك تستطيـــع قراءته (أفقيــا) و(رأسيـــا)
ويبقى الادب العربي سواء أكان منه الجاهلي او مع بزوغ شمس الاسلام واحد من أروع و أجمل ما أبدع الفكر العربي
بقي ساطعا في سماء الفنون والادبيات المختلفة التي استحقت فعلا ان تتوج بتاج الابداع الخلاق والفكر المميز ويبقى السؤال
مطروحا أين نحن الآن من فطاحلة الشعر العربي ورواده ؟؟؟؟
أتمنى أن يعجبكم الاختيار ... تحياتي ... شجون الروح