حقيقة التسونامي للثورات العربية ، حقيقة أم وهم ؟؟؟؟
عرف العالم العربي والإسلامي تسو نامي الثورات العربية بشكل رهيب لم يشهد له التاريخ من قبل بمثل ما قامت به منذ حوالي عامين تقريبا .
ولو عدنا بالذاكرة إلى سنة 2001 عند غزو العراق واحتلاله و استشهاد الرئيس الراحل صدام حسين وثورة الشعب العراقي على طغيان وظلم حزب البعث آنذاك ، نجد أن بداية الثورة العربية على حكامها بدأت من هناك ، إلا أن ما يعاب على تلك الثورة أنها جاءت بأيادي أجنبية وبتدخل مباشر من أمريكا وحلفائها كما حصل ويحصل اليوم في ليبيا وبدرجة اقل في سوريا .
قد يتساءل البعض عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الثورات ومن هو محركها و ما هي أهدافها وهل فعلا أن من قام بها على حق وهل حققت النتائج التي من اجلها قامت ؟؟؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات مقنعة ومنطقية وبعيدة عن كل عاطفة وتحيز إلى أية جهة كانت .
كان للدول الكبرى خلال الازمة الاقتصادية العالمية وقفة غير بريئة حيث كانت عاجزة عن ايجاد حل لديونها و اقتصادها فتوجهوا لخبراء التخطيط الاستراتيجي في الاقتصاد فقدموا لهم حلول مؤقتة لاستعادة التحكم في الأمور الاقتصادية دون مراعاة التأثيرات الجانبية لهده الحلول و ترتكز في اساسها على :
اعادة توجيه حركة رؤوس الاموال عن طريق ضرب محفزات الاستثمارات في الدول النامية
الهاء هذه الدول بمشاكل اجتماعية و داخلية عن طريق زرع الفتنة الطائفية و العرقية ....الخ
تسويق برامج تتنافى و المناخ الموجود في هده الدول.
تشجيع تهريب رؤوس الأموال عن طريق خلق عنصر ضغط بطريقة غير مباشرة
لكن لم يدركوا أن خلق فوضى و غليان اجتماعي بهده البلدان سينقل هده العدوى لبلدانهم و هو ما سيرسم خريطة سياسية للعالم جديدة
كما سينشر ثقافة اجتماعية تحطيمية ستقضي عل الكثير من الدول منها الدول الكبرى نفسها.أين سيدخل العالم في جو كالذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية.
ان ثقافة التحطم الذاتي التي تبرمجها بعض الإطراف للقضاء على المنافسة و الرأي المخالف تعد بداية لدخول العالم في متاهة لا يحمد عقباها قد تعيد العالم الى عقود الى الخلف كما يمكن ان تجعل من بعض القوى الأكثر شرا و دكتاتورية هي صاحبة القرار بالنسبة لمصير العالم و هو ما لا يخدم الشعوب البسيطة بأية طريقة بل يجعل من بعض الخلايا النائمة بالمجتمعات تستيقظ لتقرر مصير العالم من جديد باستعمال التعاطف الشعبي و الظروف الاجتماعية الموجودة التي تهيئ المناخ لتلك الخلايا كالطائفية والجهوية والمحسوبية والفوضى العارمة وللأمن .
فهل حقا أن هذا التسونامي للثورات العربية جاء لخدمة هذه الشعوب ام لغاية أخرى لا يعلمها الا من خطط لها وقررها؟؟؟
وهل حققت الثورات العربية الأهداف المزعومة على ارض الواقع كما كان يتمناه كل مواطن عربي ؟ أم حادت عن الاهداف المشروعة والتي غابت عن أذانهم نتائجها المخيبة على الاقل في الوقت الراهن .
أسئلة تحتاج الى إجابات سريعة حتى لا تنطلي الحيلة على من تبقى من شعوب حاولت بكل ما أوتيت من إمكانات عدم الوقوع في فخ الثورات العربية .
ويبقى هذا مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب الى حين بزوغ شمس الحقيقة .