ما لا يقال ....؟
من المهم جدا على كل إنسان مسؤول ان يعي ما يتلفظ به و يقوله من كلام لاننا والله سوف نحاسب عن كل شيء
سواء كان ذلك قولا او عملا او إشادة أو إشهار أو ما من شأنه ان يلحق الأذى بالآخرين .
لكن في عصر الربيع العربي في بلدان عالمنا العربي المقهور والمغلوب على امره هو في الحقيقة
خريف بنكهة ديمقراطية مزعومة بل شتاء صهيوني امريكي و خارطة طريق خطط لها بن صهيون
وزعماء الامبريالية والصلبيين حب من حب وكره من كره بل وقد أعلنوها صراحة
على تقسيم الوطن العربي وزرع الفتنة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد وإلا ما تفسير
ان يقع ذلك في العالم العربي دون غيره من الأمم ؟ وهل أن الديمقراطية وحقوق الانسان
مكفولة في باقي أصقاع الدنيا حتى نصدرها الى العرب والمسلمين ؟
أن الإستقرار الامني والإجتماعي لا يتحققان ما لم يكن هناك تفاهم وتواصل فكري
و معنوي بين جميع أطياف المجتمع الواحد ، وأن يكون من بني جلدة المجتمع ذاته
وليس على ظهر دبابات من يزعمون ويروجون للديمقراطية على مقاس فهمهم
و اللعب على النعرات الجهوية وبث سموم الطائفية والإصطياد في المياه العكرة
وترصد أخطاء بعضنا لكي نكيل بها للآخرين ونتحجج بها على انها الحجة الدامغة في هضم
حقوق الناس وعدم إعطاء الحق في ممارسة الديمقراطية والمطالبة بالحقوق وما إلى ذلك من حجج
أعترف بل وأجزم ان ماجرى في كل من تونس ومصر وهما أقرب الينا من كل شعوب العالم دينا
وعادات وتقاليد كان بسبب الظلم وقلة الحيلة في تغيير ما يجب تغييره ، فقد أعطيا الشرعية لثورتهما
لانها كانت نابعة من اوساط المقهورين والمغلوبين على أمرهم فأنتجا نموذجا يقتدى به في الديمقراطية
وحب الوطن وعدم ترك الفرصة للخلاطين الذين يتحينون الفرص لركوب موجة التغيير وصناعة القرار والمصير .
دون ذلك واستثناءا لهذين البلدين العزيزين لم نرى ربيعا في باقي البلدان الأخرى
التي مسها مايسمى بالربيع سوى الدمار وتقسيم البلاد وزرع الفتنة والطائفية ونهب
اموال الشعب واللإستقواء على المستضعفين .
الحقيقة أن ما جعلني أدلو بدلوي في هذا الجانب القاتم من السياسة
هو محاولة البعض اليوم التخلاط ودس السموم وزرع الفتنة في اوساط المجتمع الجزائري
وبث روح التشاؤم والمستقبل المجهول وذلك بمحاولة تصدير الفوضى والخراب
الى بلدي الحبيب خاصة في هذا الوقت بالذات والجزائر تحارب على خمسة جبهات مفتوحة
وعصيبة كانت نتاج ما لحق دول الجوار من فوضى وعدم إستقرار
وأعني بذلك ليبيا ومالي وتونس من الناحية الامنية إضافة الى الحدود
الشاسعة التي تربط الجزائر بكل من النيجر والمغرب .
يضاف الى هذا كله الحراك السياسي الذي تشهده الجزائر بمناسبة الإنتخابات الرئاسية
والأزمة الإقتصادية التي يشهدها العالم خاصة أوربا و امريكا اللتان يحاولان إيجاد
سوق مجانية بالدول المنتجة للبترول ، وما قامت به أمريكا مؤخرا
في إرجاع السفينة الكورية المحملة بالنفط المهرب من ليبيا الإ دليل قاطع
على أطماع الولايات المتحدة الآمريكية في نفط وخيرات ليبيبا وليس ذلك لسواد
أعين الليبين حتى تقطع السفن الامريكية اميالا بمسافة بحار ومحيطات لإرجاع السفينة الهاربة ؟؟؟؟؟
الجزائر بلد عاش ويلات الإرهاب والدمار لعشرية كاملة ولا أحد من دول اوربا ولا حتى العالم العربي
بإستثناء القلة ندد أو ساعدنا في الخروج على المحنة التي أدت الى
سقوط ما يربو عن 200 ألف ضحية وهم عند الله بإذنه شهداء واليوم
لا نقول أننا شعب الله المختار أو أننا نعيش أفضل أحوالنا دون باقي
الشعوب ولكن هناك حقيقة لا يجب ان ننكرها أو نتغاضى عنها وهي
أننا ننعم بنعمة الأمن والآمان والإصلاحات على قدم وساق وهناك
من الرجال من يعملون في الظل حتى لا ينكسر عود الجزائر والامل
يحدونا دائما في غد افضل وواعد ونطمح الى ان تكون الجزائر
عروس في أبهى حلتها نزفها لأبطالها ولكل غيور على هذا الوطن
العظيم بعظمة أبنائه وبناته وليس للمخربين
الذين يريدون وضع الحصان وراء العربة ولسان حالنا يقول :
لا تأسفن عل غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها تبقى الأسود اسودا والكلاب كلاب
تموت الاسد في الغابات جوعا ولحم الضان تأكله الكلاب
وذو جهل قد يتام على حرير وذو علم مفارشه التراب
أسامة ... الورقة القادمة